وقال أبو السعود :
﴿ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ ﴾
مما غشِيَهم من الكُربة والفاءُ للدِلالة على سرعة الإجابة ﴿ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِى الأرض ﴾ أي فاجئوا الفسادَ فيها وسارعوا إليه متراقين في ذلك متجاوزين عما كانوا عليه من حدود العيثِ، من قولهم : بغى الجرحُ إذا ترامى في الفساد، وزيادةُ في الأرض للدِلالة على التجدد والاستمرارِ وقوله تعالى :﴿ بِغَيْرِ الحق ﴾ تأكيدٌ لما يفيده البغيُ أو معناه أنه بغير الحقِّ عندهم أيضاً بأن يكون ذلك ظلماً ظاهراً لا يخفى قبحُه على أحد كما في قوله تعالى :﴿ وَيَقْتُلُونَ النبيين بِغَيْرِ الحق ﴾ وأما ما قيل من أنه للاحتراز عن البغي بحق كتخريب الغزاةِ ديارَ الكفرة وقطعِ أشجارِهم وإحراق زرعِهم فلا يساعده النظمُ الكريم لابتنائه على كون البغي بمعنى إفسادِ صورةِ الشيء وإبطالِ منفعتِه دون ما ذكر من المعنى اللائق بحال المفسدين.


الصفحة التالية
Icon