وقال ابن عطية :
قوله ﴿ ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ﴾ الآية
الضمير في ﴿ يعبدون ﴾ عائد على الكفار من قريش الذين تقدّمت محاورتهم، و﴿ ما لا يضرهم ولا ينفعهم ﴾ هي الأصنام، وقولهم ﴿ هؤلاء شفعاؤنا ﴾ هو مذهب النبلاء منهم، فأمر الله تعالى نبيه عليه السلام أن يقررهم ويوبخهم أهم يعلمون الله بأنباء من السماوات والأرض لا يعلمها هو ؟ وذكر ﴿ السماوات ﴾ لأن العرب من يعبد الملائكة والشعرى، وبحسب هذا حسن أن يقول ﴿ هؤلاء ﴾ وقيل ذلك على تجوز في الأصنام التي لا تعقل، وفي التوقيف على هذا أعظم غلبة لهم، ولا يمكنهم ألا أن يقولوا : لا نفعل ولا نقدر، وذلك لهم لازم من قولهم :﴿ هؤلاء شفعاؤنا ﴾، و﴿ سبحانه ﴾ استئناف تنزيه لله عز وجل، وقرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر هنا :" عما يشركون " بالياء على الغيبة، وفي حرفين في النحل وحرف في الروم وحرف في النمل، وذكر أبو حاتم أنه قرأها كذلك نافع والحسن والأعرج وابن القعقاع وشيبة وحميد وطلحة والأعمش، وقرأ ابن كثير ونافع هنا وفي النمل فقط " تشركون " بالتاء على مخاطبة الحاضر، وقرأ حمزة والكسائي الخمسة الأحرف بالتاء وهي قراءة أبي عبد الرحمن. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon