وقال الثعلبى :
﴿ قُل لَّوْ شَآءَ الله مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ ﴾
أعلمكم ﴿ بِهِ ﴾ وقرأ الحسن : ولا أدراتكم به، وهي لغة بني عقيل يحولون الياء ألفاً فيقولون : أعطأت بمعنى أعطيت، ولبأت بمعنى لبّيت وجاراة وناصاة للجارية والناصية. فأنشد المفضل :

لقد أذنت أهل اليمامة طيّ بحرب كناصاة الأغر المشهر
وقال زيد الخيل :
لعمرك ما أخشى التصعلك ما بقا على الأرض قيسيّ يسوق الأباعرا
أي ما بقي، وقال آخر :
زجرت فقلنا لا نريع لزاجر إن الغويّ إذا نَها لم يعتب
أي نهى.
وروى البري عن ابن كثير ولادراكم بالقصر على الإيجاب يريد : ولا عملكم به من غير قراءتي عليكم. وقرأ ابن عباس : ولا أدراتكم من الإنذار، وهي قراءة الحسن ﴿ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً ﴾ حيناً وهو أربعون سنة ﴿ مِّن قَبْلِهِ ﴾ من قبل نزول القرآن ولم آتكم بشيء ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ انه ليس من قبلي.
قال ابن عباس : نبّيء رسول الله ﷺ وهو ابن أربعون سنة وأقام بمكة ثلاثة عشرة وبالمدينة عشرة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon