﴿ قُلْ ﴾ تبكيتاً لهم ﴿ أَتُنَبّئُونَ الله بِمَا لاَ يَعْلَمُ ﴾ أي أتخبرونه بما لا وجودَ له أصلاً وهو كونُ الأصنامِ شفعاءَهم عند الله تعالى إذ لولاه لعلمه علامُ الغيوبِ، وفيه تقريعٌ لهم وتهكّمٌ بهم وبما يدعونه من المُحال الذي لا يكاد يدخُل تحت الصحة والإمكانِ، وقرىء أتنبِّيون بالتخفيف وقوله تعالى :﴿ فِي السموات وَلاَ فِى الأرض ﴾ حالٌ من العائد المحذوفِ في يعلم مؤكدةٌ للنفي، لأن ما لا يوجد فيهما فهو منتفٍ عادة ﴿ سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ عن إشراكهم المستلزمِ لتلك المقالةِ الباطلةِ أو عن شركائهم الذين يعتقدونهم شفعاءَهم عند الله تعالى وقرىء تُشركون بتاء الخطاب على أنه من جملة القولِ المأمورِ به، وعلى الأول هو اعتراضٌ تذييليٌّ من جهته سبحانه وتعالى. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon