وقال الثعلبى :
﴿ والذين كَسَبُواْ السيئات جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا ﴾
يجوز أن يكون الجزاء مرفوعاً بإضمار أي : لهم جزاء، ويجوز أن يكون مرفوعاً بالياء، فيجوز أن يكون إبتداء وخبره بمثلها أي : مثلها بزيادة الباء فيها كقولهم : بحسبك قول السوء.
﴿ وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ الله ﴾ من عذاب الله ﴿ مِنْ عَاصِمٍ ﴾ أي من مانع، ومن صلة ﴿ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ ﴾ أُلبست ﴿ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً ﴾ أكثر القراء على فتح الطاء وهو جمع قطعة ويكون "مظلماً" على هذه القراءة نصباً على الحال والقطع دون النعت كأنه أراد قطع من الليل المظلم فلما حذف الألف واللام نصب. يجوز أن يكون مظلماً صفة لقطع وسط الكلام كقول الشاعر :
لو أن مدحة حي منشر أحداً... وقرأ أبو جعفر والكسائي وابن كثير ﴿ قِطَعاً ﴾ بإسكان الطاء وتكون ﴿ مُظْلِماً ﴾ على هذا نعت كقوله : بقطع من الليل، إعتباراً بقراءة أُبيّ : كأنما يغشى وجوههم قطع من الليل مظلم ﴿ أولئك أَصْحَابُ النار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon