وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ﴾
وهذا كله في يوم نجمعهم جميعاً، يعني : الكفار وآلهتهم.
﴿ ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ﴾، يعني : قفوا أنتم وآلهتكم ويقال : الرؤساء والأتباع ﴿ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ﴾، يعني : ميزنا وفرقنا بين المشركين وبين آلهتهم، وأصله في اللغة من زال يزول، وأزلته وزيلته بمعنى واحد، ويقال : فرقنا بينهم من التواصل والألفة، يعني : بين الرؤساء والأتباع، ويقال : يأمر الله تعالى أن تلحق كل أمة بما كانوا يعبدون من دون الله فيتفرق أهل الملل، وذلك قوله ﴿ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ﴾ يعني : بين أهل الشرك وأهل الإسلام.
ثم قال للمشركين : ماذا كنتم تعبدون؟ فينكرون ويحلفون، ثم يقرون بعدما يختم على أفواههم وتشد أعضاؤهم أنهم كانوا يعبدون الأصنام.
﴿ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ ﴾، يعني : آلهتهم لمن عبدها :﴿ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴾ في الدنيا بأمرنا ولا نعلم بعبادتكم إيانا، ولم تكن فينا روح فنعقل عبادتكم إيانا، فيقول من عبدها قد عبدناكم وأمرتمونا فأطعناكم. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon