وقال ابن عطية :
و﴿ هنالك ﴾ نصب على الظرف، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر " تبلوا " بالباء بواحدة بمعنى اختبر، وقرأ حمزة والكسائي " تتلوا " بالتاء بنقطتين من فوق بمعنى تتبع أي تطلب وتتبع ما أسلفت من أعمالها، ويصح أن يكون بمعنى تقرأ كتبها التي ترفع إليها، وقرأ يحيى بن وثاب " ودوا " بكسر الراء والجمهور " وردوا إلى الله "، أي ردوا إلى عقاب مالكهم وشديد بأسه، فهو مولاهم في الملك والإحاطة لا في الرحمة والنصر ونحوه. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ هنالك تبلو ﴾
قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر :"تبلو" بالباء.
وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وزيد عن يعقوب :"تتلو" بالتاء.
قال الزجاج :"هنالك" ظرف، والمعنى : في ذلك الوقت تبلو، وهو منصوب بتبلو، إِلا أنه غير متمكِّن، واللام زائدة، والأصل : هناك، وكسرت اللام لسكونها وسكون الألف، والكاف للمخاطبة.
و"تبلو" تختبر، أي : تعلم.
ومن قرأ "تتلو" بتاءين، فقد فسرها الأخفش وغيره : تتلو من التلاوة، أي : تقرأ.
وفسروه أيضاً : تتبع كل نفس ما أسلفت.
ومثله قول الشاعر :
قد جعلتْ دلويَ تَسْتَتْلِيني...
ولا أُريدُ تَبَعَ القريْنِ
أي : تستتبعني، أي : من ثقلها تستدعي اتباعي إِياها.
قوله تعالى :﴿ ورُدّوا ﴾ أي : في الآخرة ﴿ إلى الله مولاهم الحق ﴾ الذي يملك أمرهم حقاً، لا مَن جعلوا معه من الشركاء.
﴿ وضل عنهم ﴾ أي : زال وبطل ﴿ ما كانوا يفترون ﴾ من الآلهة. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon