وقال ابن عطية :
﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ ﴾
نصت هذه الآية أن الدعاء إلى الشرع عام في كل بشر، والهداية التي هي الإرشاد مختصة بمن قدر إيمانه، و﴿ السلام ﴾ قيل : هو اسم الله عز وجل، فالمعنى يدعو إلى داره التي هي الجنة، وإضافتها إليه إضافة ملك الى مالك، وقيل :﴿ السلام ﴾ بمعنى السلامة، أي من دخلها ظفر بالسلامة وأمن الفناء والآفات، وهذه الآية رادة على المعتزلة، وقد وردت في دعوة الله تعالى عباده أحاديث منها رؤيا النبي ﷺ إذ رأى في نومه جبريل وميكائيل ومثلا دعوة الله ومحمداً الداعي والملة المدعو إليها والجنة التي هي ثمرة الغفران بالمادية يدعو إليها ملك إلى منزله. وقال قتادة في كلامه على هذه الآية ذكر لنا أت في التوراة مكتوباً " يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر انته ". أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ والله يدعو إِلى دار السلام ﴾
يعني الجنة.
وقد ذكرنا معنى تسميتها بذلك عند قوله :﴿ لهم دار السلام عند ربهم ﴾ [ الأنعام : ١٢٧ ].
واعلم أن الله عمَّ بالدعوة، وخصَّ بالهداية من شاء، لأن الحكم له في خلقه.
وفي المراد بالصراط المستقيم أربعة أقوال :
أحدها : كتاب الله، رواه عليٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني : الإِسلام، رواه النَّوَّاس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والثالث : الحق، قاله مجاهد، وقتادة.
والرابع : المُخرِج من الضلالات والشُّبَه، قاله أبو العالية. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon