وروى جابر بن عبد الله قال : خرج رسول الله ﷺ يوماً فقال " رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه اضرب له مثلاً فقال له اسمع سمعتْ أذناك واعقل عَقَل قلبك إنما مثَلُك ومَثَلُ أُمتك كمثل ملِك اتخذ داراً ثم بنى فيها بيتاً ثم جعل فيها مأدَبة ثم بعث رسولاً يدعو الناس إلى طعامه فمنهم من أجاب الرسول ومنهم من تركه فاللَّهُ الملِكُ والدارُ الإسلامُ والبيتُ الجنةُ وأنت يا محمد الرسول فمن أجابك دخل في الإسلام ومن دخل في الإسلام دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل مما فيها " ثم تلا يعني رسول الله ﷺ "وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".
ثم تلا قتادة ومجاهد :"وَاللَّهُ يَدْعُوا إلَى دَارِ السَّلاَمِ".
وهذه الآية بينة الحجة في الردِّ على القدرية ؛ لأنهم قالوا : هدى الله الخلق كلَّهم إلى صراط مستقيم، والله قال :"وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" فردّوا على الله نصوص القرآن. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾