وقرأ عيسى بن عمر : تفصيل وتصديق بالرفع، وفي يوسف خبر مبتدأ محذوف أي : ولكن هو تصديق.
كما قال الشاعر :
ولست الشاعر السفساف فيهم...
ولكن مده الحرب العوالي
أي ولكن أنا.
وزعم الفراء ومن تابعه أنّ العرب إذا قالت ولكن بالواو آثرت تشديد النون، وإذا لم تكن الواو آثرت التخفيف.
وقد جاء في السبعة مع الواو التشديد والتخفيف، ولا ريب فيه داخل في حيز الاستدراك كأنه قيل : ولكن تصديقاً وتفصيلاً منتفياً عنه الريب، كائناً من رب العالمين.
قال الزمخشري : ويجوز أن يراد ولكن كان تصديقاً من رب العالمين وتفصيلاً منه في ذلك، فيكون من رب العالمين متعلقاً بتصديق وتفصيل، ويكون لا ريب فيه اعتراضاً كما تقول : زيد لا شك فيه كريم انتهى.
فقوله : فيكون من رب العالمين متعلقاً بتصديق وتفصيل، إنما يعني من جهة المعنى، وأما من جهة الإعراب فلا يكون إلا متعلقاً بأحدهما، ويكون من باب الأعمال وانتفاء الريب عنه على ما بيَّن في البقرة في قوله :﴿ ذلك الكتاب لا ريب فيه ﴾ وجمع بينه وبين قوله :﴿ وإن كنتم في ريب مما نزلنا ﴾. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾