وقال ابن عطية فى الآيات :
﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ﴾
المعنى : ليس الأمر كما قالوا في أنه مفترى ﴿ بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ﴾، وهذا اللفظ يحتمل معنيين : أحدهما أن يريد بها الوعيد الذي توعدهم الله عز وجل على الكفر، وتأويله على هذا يراد به ما يؤول إليه أمره كما هو في قوله ﴿ هل ينظرون إلا تأويله ﴾ [ الأعراف : ٥٣ ]، والآية بجملتها على هذا التأويل تتضمن وعيداً، والمعنى الثاني أنه أراد بل كذبوا بهذا القرآن العظيم المنبىء بالغيوب الذي لم تتقدم لهم به معرفة ولا أحاطوا بعلم غيوبه وحسن نظمه ولا جاءهم تفسير ذلك وبيانه، و﴿ الذين من قبلهم ﴾ يريد من سلف من أمم الأنبياء، قال الزجّاج ﴿ كيف ﴾ في موضع نصب على خبر ﴿ كان ﴾ ولا يجوز أن يعمل فيها " انظر " لأن ما قبل الاستفهام لا يعمل فيه.


الصفحة التالية
Icon