والمقصود من التشبيه التعريض بإبطال دعوى المشركين إحالتهم البعث بشبهة أن طول اللبث وتغير الأجساد ينافي إحياءها ﴿ يقولون أئنا لمردودون في الحافرة أإذا كنا عظاماً نخرة ﴾ [ النازعات : ١٠، ١١ ].
وجملة :﴿ يتعارفون بينهم ﴾ حال من الضمير المنصوب في ﴿ نحشرهم ﴾.
والتعارف : تفاعل من عَرف، أي يعرف كل واحد منهم يومئذٍ من كان يعرفه في الدنيا ويعرفه الآخَر كذلك.
والمقصود من ذكر هذه الحال كالمقصود من ذكر حالة ﴿ كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار ﴾ لتصوير أنهم حشروا على الحالة التي كانوا عليها في الدنيا في أجسامهم وإدراكهم زيادة في بيان إبطال إحالتهم البعث بشبهة أنه ينافي تمزق الأجسام في القبور وانطفاء العقول بالموت.
فظهر خسرانهم يومئذٍ بأنهم نفوا البعث فلم يستعدوا ليومه بقبول ما دعاهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon