وقد بينا في كتابنا ( دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب ) أيضاً : وجه الجمع بين قوله :﴿ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ ﴾، وبين قوله :﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ ﴾ [ الصافات : ٢٧ ]، في سورة :﴿ قَدْ أَفْلَحَ المؤمنون ﴾ : أيضاً.
قوله تعالى :﴿ قَدْ خَسِرَ الذين كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ الله وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ﴾.
صرح تعالى في هذه الآية الكريمة : بخسران المكذبين بلقائه، وأنهم لم يكونوا مهتدين، ولم يبين هنا المفعول به لقوله خسر، وذكر في مواضع كثيرة أساباباً من أسباب الخسران، وبين في مواضع أخر المفعول المحذوف هنا، فمن الآيات المماثلة لهذه الآية، قوله تعالى في « الأنعام » :﴿ قَدْ خَسِرَ الذين كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ الله حتى إِذَا جَآءَتْهُمُ الساعة بَغْتَةً قَالُواْ ياحسرتنا على مَا فَرَّطْنَا فِيهَا ﴾ [ الأنعام : ٣١ ] الآية، وقوله تعالى في « البقرة » :﴿ الذين يَنقُضُونَ عَهْدَ الله مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض أولئك هُمُ الخاسرون ﴾ [ البقرة : ٢٧ ]، وقوله في « البقرة » أيضاً :﴿ الذين آتَيْنَاهُمُ الكتاب يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أولئك يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فأولئك هُمُ الخاسرون ﴾ [ البقرة : ١٢١ ]، وقوله في « الأعراف » :﴿ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ الله فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلاَّ القوم الخاسرون ﴾ [ الأعراف : ٩٩ ]، وقوله في « الأعراف » أيضاً :


الصفحة التالية