فصل
قال الفخر :
وأما قوله :﴿وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذى نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ﴾ فاعلم أن قوله ﴿فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ﴾
جواب ﴿نَتَوَفَّيَنَّكَ﴾ وجواب ﴿نُرِيَنَّكَ﴾ محذوف، والتقدير : وإما نرينك بعض الذي نعدهم في الدنيا فذاك أو نتوفينك قبل أن نرينك ذلك الموعد فإنك ستراه في الآخرة.
واعلم أن هذا يدل على أنه تعالى يُري رسوله أنواعاً من ذل الكافرين وخزيهم في الدنيا، وسيزيد عليه بعد وفاته، ولا شك أنه حصل الكثير منه في زمان حياة رسول الله ﷺ، وحصل الكثير أيضاً بعد وفاته، والذي سيحصل يوم القيامة أكثر، وهو تنبيه على أن عاقبة المحقين محمودة وعاقبة المذنبين مذمومة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٧ صـ ٨٥﴾
وقال السمرقندى :
﴿ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذى نَعِدُهُمْ ﴾
من العذاب، ﴿ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ﴾ قبل أن نرينك ﴿ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ﴾ مصيرهم في الآخرة.
وروي عن عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنهما قالا : أخبر الله تعالى نبيه أن يستخلف أمته من بعده ﴿ ثُمَّ الله شَهِيدٌ ﴾ في الآخرة ﴿ على مَا يَفْعَلُونَ ﴾ في الدنيا من الكفر والتكذيب. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾