على المكذبين بالخسار وفي اللفظ إغلاظ على المحشورين من إظهار لما هم عليه من الغرر مع الله تعالى، وهذا على أن الكالم إخبار من الله تعالى وقيل : إنه من كلام المحشورين على جهة التوبيخ لأنفسهم، وقوله تعالى :﴿ وإما نرينك ﴾ الآية، ﴿ إما ﴾ شرط وجوابه ﴿ فإلينا ﴾، والرؤية في قوله ﴿ نرينك ﴾ رؤية بصر وقد عدي الفعل بالهمزة فلذلك تعدى إلى مفعولين أحدهما الكاف والآخر ﴿ بعض ﴾، والإشارة بقوله ﴿ بعض الذي ﴾ إلى عقوبة الله لهم نحو بدر وغيرها، ومعنى هذا الوعيد بالرجوع إلى الله تعالى أي إن أريناك عقوبتهم أو لم نركها فهم على كل حال راجعون إلينا إلى الحساب والعذاب ثم مع ذلك فالله شهيد من أول تكليفهم على جميع أعمالهم ف ﴿ ثم ﴾ ها هنا لترتيب الإخبار لا لترتيب القصص في أنفسها، وإما هي " إن " زيدت عليها " ما " ولأجلها جاز دخول النون الثقيلة ولو كانت إن وحدها لم يجز. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon