وقال السمرقندى فى الآيات السابقة :
قوله تعالى :﴿ قُلْ أَرَءيْتُمْ ﴾.
يا أهل مكة ﴿ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ ﴾، يعني : عذاب الله تعالى.
﴿ بَيَاتًا ﴾ ليلاً كما جاء إلى قوم لوط، ﴿ أَوْ نَهَارًا ﴾ ؛ يعني : مجاهرة كما جاء إلى قوم شعيب.
﴿ مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ المجرمون ﴾، يقول : بأي شيء يستعجل منه المجرمون يعني : المشركين، ويقال ماذا ينفعهم استعجالهم منه أي من عذاب الله تعالى؟.
قوله :﴿ أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءامَنْتُمْ بِهِ ﴾، يعني : إذا وقع العذاب صدقتم به، يعني : بالعذاب ؛ ويقال : بالله.
﴿ الآن ﴾، يعني : يقال لهم آمنتم بالعذاب حين لا ينفعكم، ﴿ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ ؛ وهذا اللفظ لفظ الاستفهام والمراد به التهديد.
قوله تعالى :﴿ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾، يعني : قالت لهم خزنة جهنم :﴿ ذُوقُواْ عَذَابَ الخلد ﴾، الذي لا ينقطع.
﴿ هَلْ تُجْزَوْنَ ﴾، يقول : هل تثابون، ﴿ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ من الكفر والتكذيب. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ ﴾
أي تقول لهم خزنة جهنم هذا الكلام.
والظلم ظلم الكفر لا ظلم المعصية، لأنّ من دخل النار من عصاة المؤمنين لا يخلد فيها.
وثم قيل عطف على المضمر قبل الآن.
ومن قرأ بوصل ألف الآن فهو استئناف إخبار عما يقال لهم يوم القيامة، وهل تجزون توبيخ لهم وتوضيح أنّ الجزاء هو على كسب العبد. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon