وقال أبو السعود :
﴿ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ ﴾ أي يستخبرونك فيقولون على طريقة الاستهزاءِ أو الإنكار :﴿ أَحَقٌّ هُوَ ﴾ أحقٌّ خبرٌ قُدم على المبتدإ الذي هو الضميرُ للاهتمام به ويؤيده قوله تعالى :﴿ إِنَّهُ لَحَقٌّ ﴾ أو مبتدأٌ والضميرُ مرتفعٌ به سادٌّ مسدَّ الخبر، والجملةُ في موقع النصب بيستنبئونك، وقرىء أألحقُّ هو، تعريضاً بأنه باطلٌ كأنه قيل : أهو الحق لا الباطل؟ أو أهو الذي سميتموه الحقَّ؟ ﴿ قُلْ ﴾ لهم غيرَ ملتفتٍ إلى استهزائهم مغضياً عما قصدوا وبانياً للأمر على أساس الحكمة ﴿ إِى وَرَبّى ﴾ ( إي ) من حروف الإيجابِ بمعنى نعم في القسم خاصةً كما أن هل بمعنى قد في الاستفهام خاصةً، ولذلك يوصل بواوه ﴿ إِنَّهُ ﴾ أي العذابُ الموعودُ ﴿ لَحَقُّ ﴾ لثابتٌ ألبتةَ، أُكّد الجوابُ بأتم وجوهِ التأكيدِ حسب شدةِ إنكارِهم وقوتِه، وقد زيد تقريراً وتحقيقاً بقوله عز اسمُه :﴿ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ﴾ أي بفائتين العذابَ بالهرب وهو لاحقٌ بكم لا محالة وهو إما معطوفٌ على جواب القسم أو مستأنفٌ سيق لبيانِ عجزِهم عن الخلاص مع ما في من التقدير المذكور. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon