وبشراهم في الحياة الدنيا تظاهرت الروايات عن رسول الله ( ﷺ ) " أنها الرؤيا الصالحة يراها المؤمن " أو "ترى له" فسرها بذلك وقد سئل.
وعنه في صحيح مسلم :" لم يبق من المبشرات إلا الرؤيا الصالحة " وقال قتادة والضحاك : هي ما يبشر به المؤمن عند موته وهو حي عند المعاينة.
وقيل : هي محبة الناس له، والذكر الحسن.
وسئل رسول الله ( ﷺ ) عن الرجل يعمل العمل لله ويحبه الناس : فقال :" تلك عاجل بشرى المؤمن " وعن عطاء : لهم البشرى عند الموت تأتيهم الملائكة بالرحمة.
قال تعالى :﴿ تتنزل عليهم الملائكة ﴾ الآية قال ابن عطية : ويصح أن تكون بشرى الدنيا في القرآن من الآيات المبشرات، ويقوي ذلك قوله في هذه الآية : لا تبديل لكلمات الله، وإن كان ذلك كله يعارضه قول النبي ( ﷺ ) :
" هي الرؤيا " إلا إن قلنا : إنّ النبي ( ﷺ ) أعطى مثالاً من البشرى وهي تعم جميع البشر.
وبشراهم في الآخرة تلقى الملائكة إياهم مسلمين مبشرين بالنور والكرامة، وما يرون من بياض وجوههم، وإعطاء الصحف بأيمانهم، وما يقرأون منها، وغير ذلك من البشارات.
لا تبديل لكلمات الله، لا تغيير لأقواله، ولا خلف في مواعيده كقوله :﴿ ما بيدّل القول لديّ ﴾ والظاهر أنّ ذلك إشارة إلى التبشير والبشرى في معناه.
قال الزمخشري : وذلك إشارة إلى كونهم مبشرين في الدارين.
وقال ابن عطية : إشارة إلى النعيم الذي وقعت به البشرى. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon