والجيب : هو المكان الذي تنفذ منه الرقبة في الجلباب ويسمى ( القبة )، فلا يظن أحد أن الجيب المقصود هنا هو مكان وضع النقود ؛ لأن مكان وضع النقود قديماً كان يوجد من داخل الجلباب، مثل جيب ( الصديري ) الذي يرتديه أهل الريف، وقد سُمِّي الجيب الذي نضع فيه النقود جيباً ؛ لأن اليد لا تذهب إلى الجيب إلا إذا دخلت في الفتحة التي تخرج منها الرقبة.
وقد قال الحق سبحانه لموسى عليه السلام :
﴿ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سواء ﴾
[ النمل : ١٢ ].
ويخبره الحق سبحانه :
﴿ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ * فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً ﴾ [ النمل : ١٢١٣ ].
هكذا كانت الآيات مبصرة وكأنها تقول للعين : أبصريني.
وهنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها يقول الحق سبحانه :
﴿ هُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ اليل لِتَسْكُنُواْ فِيهِ والنهار مُبْصِراً ﴾ [ يونس : ٦٧ ].
ولم يقل : لتتحركوا فيه، بل جاء بما يضمن سلامة الحركة، فقال سبحانه :﴿ مُبْصِراً ﴾ لأن الضوء الذي ينعكس على الأشياء هو الذي يحفظ للإنسان سلامة الحركة.
ولكن البعض من الناس في زماننا يستخدمون نعمة الكهرباء في الإسراف في السهر، وحين يأتي الليل يسهرون حتى الصباح أمام جهاز ( التلفزيون ) أو ( الفيديو ) أو في غير ذلك من أمور الترفيه، ثم ينامون في النهار، وينسون أن الليل للرقود، والنهار للعمل. وقد ثبت أن للضوء أثراً على الأجسام، فالضوء يؤثر في الكائن الحي، وقد سبق النبي ﷺ ذلك الاكتشاف بزمان طويل وقال :
" أطفئوا المصابيح إذا رقدتم " ؛ وذلك حتى لا ينشغل الجسم بإشعاعات الضوء التي تتسبب في تفاعلات كيماوية في الجسم.