قال الضحاك : هو قوله سبحانه وتعالى :﴿ وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً ﴾ ﴿ قل آلله أذن لكم ﴾ يعني : قل لهم يا محمد آلله أذن لكم في هذا التحريم ﴿ أم على الله تفترون ﴾ يعني بل أنتم كاذبون على الله في ادعائكم أن الله أمرنا بهذا ﴿ وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ﴾ يعني : إذا لقوه يوم القيامة أيحسبون أنه لا يؤاخذهم على أعمالهم فهو استفهام بمعنى التوبيخ والتقريع والوعيد العظيم لمن يفتري على الله الكذب ﴿ إن الله لذو فضل على الناس ﴾ يعني ببعثة الرسل وإنزال الكتب لبيان الحلال والحرام ﴿ ولكن أكثرهم لا يشكرون ﴾ يعني : لا يشكرون الله على ذلك الفضل والإحسان.
قوله سبحانه وتعالى :﴿ وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ﴾ الخطاب للنبي ( ﷺ ) وحده والشأن الخطب والحال والأمر الذي يتفق ويصلح ولا يقال إلا فيما يعظم من الأحوال والأمور والجمع الشؤون تقول العرب ما شأن فلان أي ما ماله.
والشأن اسم إذا كان بمعنى الخطب والحال ويكون مصدراً إذا كان معناه القصد والذي في هذه الآية يجوز أن يكون المراد به الاسم.
قال ابن عباس : معناه، وما تكون يا محمد في شأن يريد من أعمال البر؟ وقال الحسن : في شأن من شؤون الدنيا وحوائجك ويجوز أن يكون المراد منه القصد يعني قصد الشيء وما تتلو منه من قرآن.
اختلفوا في الضمير في منه إلى ماذا يعود فقيل : يعود إلى الشأن إذا تلاوة القرآن شأن من شؤون رسول الله ( ﷺ ) بل هو أعظم شؤونه، فعلى هذا يكون داخلاً تحت قوله تعالى : وما تكون في شأن إلا أنه سبحانه وتعالى خصة بالذكر لشرفه وعلو مرتبته.
وقيل : إنه راجع إلى القرآن لأنه قد تقدم ذكره في قوله سبحانه وتعالى قل بفضل الله وبرحمته، فعلى هذا يكون المعنى وما تتلو من القرآن من قرآن يعني من سورة وشيء منه لأن لفظ القرآن يطلق على جميعه وعلى بعضه.