وقيل : الضمير في منه راجع إلى الله والمعنى وما تتلو من الله من قرآن نازل عليك.
وأما قول سبحانه وتعالى :﴿ ولا تعملون من عمل ﴾ فإنه خطاب للنبي ( ﷺ ) وأمته داخلون فيه ومرادون به، لأن من المعلوم أنه إذا خوطب رئيس قوم وكبيرهم، كان القوم داخلين في ذلك الخطاب.
ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى : ولا تعلمون من عمل على صيغة الجمع فدل على أنهم داخلون في الخطابين الأولين وقوله سبحانه وتعالى :﴿ إلا كنا عليكم شهوداً ﴾ يعني شاهدين لأعمالكم وذلك لأن الله سبحانه وتعالى شاهد على كل شيء وعالم بكل شيء أنه لا محدث ولا خالق ولا موجد إلا الله تعالى فكل ما يدخل في الوجود من أحوال العباد وأعمالهم الظاهرة والباطنة داخل في علمه وهو شاهد عليه ﴿ إذ تفيضون فيه ﴾ يعني أن الله سبحانه وتعالى شاهد عليكم حين تدخلون وتخوضون في ذلك العمل.
والإفاضة : الدخول في العمل على جهة الانتصاب إليه والانبساط فيه.
وقال ابن الأنباري : معناه إذا تدفعون فيه وتبسطون في ذكره.
وقيل : الإفاضة : الدفع بكثرة.
وقال الزجاج : تنشرون فيه.
يقال : أفاض القوم في الحديث، إذا انتشروا فيه ﴿ وما يعزب عن ربك ﴾ يعني : وما يبعد ويغيب عن ربك يا محمد من عمل خلقه شيء لأنه عالم به وشاهد عليه.
وأصل العزوب : البعد.
يقال منه كلام عازب إذا كان بعيد المطلب ﴿ من مثقال ذرة ﴾ يعني وزن ذرة والمثقال : الوزن.