وقال ابن عطية :
قوله ﴿ فكذبوه ﴾ الآية
إخبار من الله عز وجل عن حال قوم نوح المكذبين له، وفي ضمن ذلك الإخبار توعد للكفار بمحمد ﷺ وضرب المثال لهم، أي أنتم بحال هؤلاء من التكذيب فسيكونون بحالهم من النقمة والتعذيب، و﴿ الفلك ﴾ : السفينة، والمفسرون وأهل الآثار مجمعون على أن سفينة نوح كانت واحدة، و﴿ الفلك ﴾ لفظ الواحد منه ولفظ الجمع مستو وليس به وقد مضى شرح هذا في الأعراف، و﴿ خلائف ﴾ جمع خليفة، وقوله ﴿ فانظر ﴾ مخاطبة للنبي ﷺ يشاركه في معناها جميع الخلق، وفي هذه الآية أنه أغرق جميع أهل الأرض كما قال بعض الناس لاستوى : نوح ومحمد ﷺ في البعث إلى أهل الأرض، ويرد ذلك قول النبي ﷺ :" أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي " الحديث. ويترجح بهذا النظر أن بعثة نوح والغرق إنما كان في أهل صقع لا في أهل جميع الأرض. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾