ويجوز أن يكون التقدير : من قبل مجيء الرسل إليهم، ويكون التكذيب أسند إليهم لأن أباهم كذبوا لما بدلوا ما كان عندهم من الدين الصحيح الذي أتتهم به الرسل ورضوا هم بما أحدث آباؤهم استحساناً له، أو لأنه كان بين أظهرهم بقايا على بقايا مما شرعته الرسل فكانوا يعظونهم فيما يبتدعون فلا يعون ولا يسمعون كما كان قس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل وغيرهم قبل بعث النبي ـ ﷺ ـ، لكن المعنى الأول أولى - والله أعلم.
ولما قرر عدم انتفاعهم بالآيات، بنى ما يليه على سؤاله من لعله يقول : هل استمر الخلق فيمن بعدهم؟ فكأنه قيل : نعم! ﴿كذلك﴾ أي مثل ما طبعنا على قلوبهم هذا الطبع العظيم ﴿نطبع﴾ أي نوجد الطبع ونجدده متى شئنا بما لنا من العظمة ﴿على قلوب المعتدين﴾ في كل زمن لكل من تعمد العدو فيما لا يحل له، وهذا كما أتى موسى عليه السلام إلى فرعون فدعاه إلى الله فكذبه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٤٦٨ ـ ٤٦٩﴾


الصفحة التالية
Icon