وقال ابن عطية :
﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ﴾
قرأ الحسن بن أبي الحسن " وجوّزنا " بشد الواو، وطرح الألف، ويشبه عندي أن يكون " جاوزنا " كتب في بعض المصاحف بغير ألف، وتقدم القول في صورة جوازهم في البقرة والأعراف، وقرأ جمهور الناس " فأتبعهم " لأنه يقال تبع وأتبع بمعنى واحد، وقرأ قتادة والحسن " فاتّبعهم " بشد التاء، قال أبو حاتم : القراءة " أتبع " بقطع الألف لأنها تتضمن الإدراك، و" اتّبع " بشد التاء هي طلب الأثر سواء أدرك أو لم يدرك، وروي أن بني إسرائيل الذين جاوزوا البحر كانوا ستمائة ألف، وكان يعقوب قد استقر أولاً بمصر في نيف على السبعين ألفاً من ذريته فتناسلوا حتى بلغوا وقت موسى العدد المذكور، وروي أن فرعون كان في ثمانمائة ألف أدهم حاشى ما يناسبها من ألوان الخيل، وروي أقل من هذه الأعداد.