قال القاضي أبو محمد : وهذا كله ضعيف، والذي تقتضيه ألفاظ القرآن أن بني اسرائيل كان لهم جمع كثير في نفسه قليل بالإضافة إلى قوم فرعون المتبعين، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكوفيون وجماعة ﴿ عدواً ﴾ على مثال غزا غزاً، وقرأ الحسن وقتادة " غزواً " على مثال علا علواً، وقوله ﴿ أدركه الغرق ﴾ أي في البحر، وروي في ذلك أن فرعون لما انتهى إلى البحر فوجده قد انفرق ومشى فيه بنو إسرائيل، قال لقومه إنما انفلق بأمري وكان على فرس ذكر فبعث الله جبريل على فرس أنثى وديق فدخل بها البحر ولج فرس فرعون ورآه وحثت الجيوش خلفه فلما رأى الانفراق يثبت له استمر، وبعث ميكائيل يسوق الناس حتى حصل جميعهم في البحر، فانطبق عليهم حينئذ، فلما عاين فرعون قال ما حكى عنه في هذه الآية، قرأ الجمهور الناس " أنه " بفتح الألف، ويحتمل أن تكون في موضع نصب، ويحتمل أن تكون في موضع خفض على إسقاط الباء، وقرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو " إنه " بكسر الألف، إما على إضمار الفعل أي آمنت فقلت إنه، وإما على أن يتم الكلام في قوله ﴿ آمنت ﴾ ثم يتبدىء إيجاب " إنه " وروي عن النبي ﷺ " أن جبريل عليه السلام قال ما أبغضت أحداً بغضي لفرعون، ولقد سمعته يقول ﴿ آمنت ﴾ الآية، فأخذت من حال البحر فملأت فمه مخافة أن تلحقه رحمة الله " وفي بعض الطرق :" مخافة أن يقول لا إله إلا الله فتلحقه الرحمة ".