قال القاضي أبو محمد : فانظر إلى كلام فرعون ففيه مجهلة وتلعثم، ولا عذر لأحد في جهل هذا وإنما العذر فيما لا سبيل إلى علمه كقول علي رضي الله عنه، " أهللت بإهلال كإهلال النبي ﷺ "، والحال الطين، كذا في الغريب المصنف وغيره، والأثر بهذا كثير مختلف اللفظ والمعنى واحد، وفعل جبريل عليه السلام هذا يشبه أن يكون لأنه اعتقد تجويز المغفرة للتائب وإن عاين ولم يكن عنده قبل إعلام من الله تعالى أن التوبة بعد المعاينة غير نافعة، وقوله تعالى ﴿ الآن وقد عصيت ﴾ الآية، قال أبو علي : اعلم أن لام المعرفة إذا دخلت على كلمة أولها الهمزة فخففت الهمزة فإن في تخفيفها وجهين : أحدهما أن تحذف وتلقى حركتها على اللام وتقر همزة الوصل فيه فيقال الحمر وقد حكى ذلك سيبويه، وحكى أبو عثمان عن أبي الحسن أن ناساً يقولون لحمر فيحذفون الهمزة التي للوصل فمن ذلك قول الشاعر :[ الطويل ]
وقد كنت تخفي حب سمراء حقبة... فبح لان منها بالذي أنت بائح
قرأ نافع في رواية ورش لم يختلف عنه " الآن " بمد الهمزة وفتح اللام، وقرأ الباقون بمد الهمزة وسكون اللام وهمز الثانية، وقرأت فرقة " الآن " بقصر الهمزة وفتح اللام وتخفيف الثانية وقرأ جمهور الناس " ألأْن " بقصر الأولى وسكون اللام وهمز الثانية.