وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأرض كُلُّهُمْ جَمِيعاً ﴾
أي لاضطرهم إليه.
"كُلُّهُمْ" تأكيد ل "من".
"جَمِيعاً" عند سيبويه نصب على الحال.
وقال الأخفش : جاء بقوله جميعاً بعد كل تأكيداً ؛ كقوله :﴿ لاَ تَتَّخِذُواْ إلهين اثنين ﴾ [ النحل : ٥١ ].
قوله تعالى :﴿ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ الناس حتى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ﴾ قال ابن عباس : كان النبيّ ﷺ حريصاً على إيمان جميع الناس ؛ فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبقت له السعادة في الذِّكر الأوّل، ولا يضلّ إلا من سبقت له الشقاوة في الذكر الأوّل.
وقيل : المراد بالناس هنا أبو طالب ؛ وهو عن ابن عباس أيضاً.
قوله تعالى :﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله ﴾ "ما" نفي ؛ أي ما ينبغي أن تؤمن نفس إلا بقضائه وقدره ومشيئته وإرادته.
﴿ وَيَجْعَلُ الرجس ﴾ وقرأ الحسن وأبو بكر والمفضل "ونجعل" بالنون على التعظيم.
والرِّجس : العذاب ؛ بضم الراء وكسرها لغتان.
﴿ عَلَى الذين لاَ يَعْقِلُونَ ﴾ أمر الله عز وجل ونهيه. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾