وقال الخازن :
﴿ وأن أقم وجهك للدين حنيفاً ﴾
الواو في قوله وأن أقم واو عطف معناه وأمرت أن أقيم وجهي يعني أقم نفسك على دين الإسلام حنيفاً يعني مستقيماً عليه غير معوج عنه إلى دين آخر، وقيل معناه أقم عملك على الدين الحنيفي وقيل أراد بقوله وأن أقم وجهك للدين صرف نفسه بكليته إلى طلب الدين الحنيفي غير مائل عنه ﴿ ولا تكونن من المشركين ﴾ يعني ولا تكونن ممن يشرك في عبادة ربه غيره فيهلك وقيل إن النهي عن عبادة الأوثان قد تقدم في الآية المتقدمة فوجب حمل هذا النهي على معنى زائد وهو أن من عرف الله وعرف جميع أسمائه وصفاته وأنه المستحق للعبادة لا غيره فلا ينبغي له أن يلتفت إلى غيره بالكلية وهذا هو الذي تسميه أصحاب القلوب بالشكر الخفي ﴿ ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ﴾ يعني إن عبدته ودعوته ﴿ ولا يضرك ﴾ يعني إن تركت عبادته ﴿ فإن فعلت ﴾ يعني ما نهيتك عنه فعبدت غيري أو طلبت النفع ودفع الضر من غيري ﴿ فإنك إذاً من الظالمين ﴾ يعني لنفسك لأنك وضعت العبادة في غير موضعها وهذا الخطاب وإن كان في الظاهر للنبي ( ﷺ ) فالمراد به غيره لأنه ( ﷺ ) لم يدع من دون الله شيئاً البتة فيكون المعنى ولا تدع أيها الإنسان من دون الله ما لا ينفعك، الآية. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon