وقيل: معناه جعلها لكم مدة أعماركم، فاستعمر بمعنى أعمره داره عمرى، إذا جعلها له مدة عمره. وقيل: أطال أعماركم فيها بمنزلة عمركم. وكانت ثمود طويلة الأعمار، فكانت إذا بنت من المدر انهدم وصاحبه حي فاتخذوا البيوت من الجبال. (فما تزيدونني غير تخسير) [٦٣] أي: لا تزيدونني لو اتبعت دين آبائكم غير خساري. وقيل: غير خساركم حين أنكرتم تركي دينكم. (جاثمين) [٦٧] هلكى ساقطين على الوجوه والركب. (قالوا سلاماً) [٦٩] على وجه التحية. فـ(قال سلام).
أجابهم بمثل تحيتهم. ونصب الأول بإيقاع القول، أو بالمصدر من غير لفظ الفعل، لأن السلام قول، ورفع الثاني على تقدير: وعليكم سلام، أو على الحكاية كقوله: (قل الحمد لله). والحنيذ: الحار عن أبي علقمة النحوي. [وقيل]: المشوي بالرضف في الحجارة المحماة. قال:
٥٣٨- إذا ما [ا]عتبطنا اللحم للطالب القرى حنذناه حتى يمكن اللحم آكله. (نكرهم) [٧٠] أنكرهم وقد جمعهما الأعشى: ٥٣٩- وأنكرتني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلا الشيب والصلعا (وأوجس) أحس، وقيل: أضمر.
(فضحكت) [٧١] أي: تعجبا من غرة قوم لوط وغفلتهم عما يحل بساحتهم. وقيل: تعجباً من إحياء الحنيذ حين مسحه جبريل عليه السلام. وقيل: كان ضحكها سروراً بالولد، كأنه على التقديم/والتأخير. أي: فبشرناها بإسحاق ويعقوب فضحكت. وقيل: بل سروراً بالسلامة من عذاب القوم، فوصلوها بسرور آخر، وهو البشارة بإسحاق. ومن قال: إن ضحكت: حاضت، لروعة ما سمعت من عذاب القوم.
أو حاضت مع الكبر لتوقن بالولد. وارتفاع (يعقوب) بالابتداء، وخبره: الظرف المقدم عليه، أي: ويعقوب من بعد إسحاق. وقيل: إن الحال مقدر فيه، أي: فبشرناها بإسحاق آتياً من ورائه يعقوب. ومن نصب "يعقوب"، فهو يعطفه على موضع إسحاق، إلا أن [الفصل]