وقال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
المتشابهات :
قوله :﴿فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ﴾ بحذف النَّون، والجمع، وفى القصص ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمْ﴾ عدّت هذه الآية من المتشابه فى فصلي : أَحدهما حذف النّون من ﴿فَإِلَّم﴾ فى هذه السّورة وإِثباتها فى غيرها.
وهذا من فَصْل الخَطِّ.
وذُكر فى موضعه.
والثَّانى جمع الخطاب ههنا، وتوحيده فى القصص ؛ لأَنَّ ما فى هذه السّورة خطاب للكفَّار، والفعل لمن استطعتم، وما فى القصص خطاب للنَّبى صلَّى الله عليه وسلَّم، والفعل للكفاَّار.
قوله :﴿وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾ سبق.
قوله :﴿لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ﴾، وفى النَّحل :﴿هُمُ الْخَاسِرونَ﴾ ؛ لأَنَّ هؤلاءِ صدُّوا عن سبيل الله، وصَدُّوا غيرهم، فضَلُّوا وأَضَلُّوا ؛ فهم الأَخسرون يضاعف لهم العذابُ، وفى النَّحل صدُّوا، فهم الخاسرون.
قال الإِمام : لأَنَّ ما قبلها فى هذه السّورة، (يبصرون، يفترون) لا يعتمدان على أَلف بينهما، وفى النحل (الكافرون والغافلون) فللموافقة بين الفواصل جاءَ فى هذه السّورة : الأَخسرون وفى النَّحل : الخاسرون.
قوله :﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ﴾ بالفاءِ وبعده :﴿فَقَالَ الْمَلأُ﴾ بالفاءِ وهو القياس.
وقد سبق.
قوله :﴿وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ﴾ وبعده ﴿وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً﴾ وبعدهما ﴿وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً﴾ ؛ لأَنَّ (عنده) وإِن كان ظرفاً فهو اسم فذكر فى الأُولى بالصّريح، والثانية والثالثة بالكناية ؛ لتقدم ذكره.
فلمّا كُنى عنه قدذم ؛ لأَنَّ الكناية يتقدّم عليها الاسم الظَّاهر نحو ضرب زيد عمراً فإِن كنيت عن عمرو قدّمته ؛ نحو عمرو ضربه زيد.
وكذلك زيد أَعطانى درهماً من ماله، فإِن كنيت عن المال قلت : المالُ زيدٌ أَعطانى منه درهماً.


الصفحة التالية
Icon