قوله :﴿وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾ [وفى إِبراهيم ﴿وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾] ؛ لأَنَّ فى هذه السّورة جاءَ على الأَصل (وتدعونا) خطاب مفر، وفى إِبراهيم لمّا وقع بعده (تدعوننا) بنونين، لأَنه خطاب جمع، حذف النَّون استثقالاً للجمع بين النّونات، ولأَنَّ فى سورة إِبراهيم اقترن بضمير قد غَيّر ما قبله بحذف الحركة، وهو الضَّمير المرفوع فى قوله :(كفرنا)، فغيّر ما قبله فى (إِنَّا) بحذف النُّون، وفى هود اقترن ضمير لم يغيّر ما قبله، وهو الضمير المنصوب، والضَّمير المجرور فى قوله :﴿فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هذا أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا﴾ فصحّ كما صحّ.
قوله :﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ﴾ ثمّ قال ﴿وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ﴾ التذكير والتأْنيث حَسَنان، لكنَّ التذكير أَخفّ فى الأُولى.
وفى الأُخْرى وافق ما بعدها وهو ﴿كَمَا بَعِدَتْ ثَمُوْد﴾ قال : الإِمام : لمّا جاءَت فى قصّة شُعَيْب مرّةً الرّجْفة، ومرّة الظُّلَّة، ومرّة الصّيحة، ازداد التَّأْنيث حُسْناً.
قوله :﴿فِيْ دِيَارِهِمْ﴾ فى موضعين فى هذه السّورة فحسب، لأَنّه اتصل بالصّيحة، وكانت من السماءِ، فازدادت على الرّجْفة ؛ لأَنَّها الزلزلة،
وهى تختصّ بجزء من الأَرض فجُمعت مع الصّيحة، وأُفردت مع الرّجفة.
قوله :﴿إِنَّ ثَمُوْدًا﴾ بالتنوين ذكر فى المتشابه.
وثمود من الثَّمْد، وهو الماء القليل، جُعل اسم قبيلة، فهو منصرف من وجه، وممنوع من وجه، فصرفوه فى حالة النَّصب ؛ لأَنَّه أَخف أَحوال الاسم، ومنعوه فى حالة الرّفع ؛ لأَنَّهُ أَثقل أَحوال الاسم، وجاز الوجهان فى الجرّ ؛ لأَنَّه واسطة بين الخِفَّة والثِّقَل.


الصفحة التالية
Icon