و تأتي بمعنى حقا كما هنا أي مع لا وهي اسم لا، أي حقا "أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ٢٢" لأنهم باعوا الجنة بالنار واستبدلوا المخلوق بالخالق، فلا أخسر منهم أبدا، وهذا هو الخسران المبين، قال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا" باللّه ورسله وكتبه واليوم الآخر "وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ" ضميمة على إيمانهم "وَأَخْبَتُوا" خشعوا وخضعوا للّه وأنابوا واطمأنوا له فرجعوا "إِلى رَبِّهِمْ" وانقطعوا لعبادته وهذا إشارة إلى أعمال القلوب كما أن العمل إشارة إلى أعمال الجوارح، لأن الأولى لا تنفع في الآخرة بدون الثانية ولا تقبل "أُولئِكَ" الذين هذا نعتهم "أَصْحابُ الْجَنَّةِ" في الدار الآخرة جزاء إيمانهم وإخلاصهم "هُمْ فِيها خالِدُونَ ٢٣" دائبون آمنون لا يخرجون منها أبدا "مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ" أصحاب النار المذكورين أولا "كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَ" مثل أصحاب الجنة المذكورين أخيرا كا "الْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ"