في مجيئهم مظنة لسؤال السامع بهم، لأنهم غالبا يأنون بالعذاب تنفيذا لأمر اللّه، فأجابهم إبراهيم بما ذكر اللّه "قالَ سَلامٌ" عليكم إذ ظنّهم ضيوفا، وكان عادته إقراء الضيف بدليل قوله تعالى "فَما لَبِثَ" تأخر وأبطا إلا "أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ٦٩" مشوي وكان عليه السلام اعتاد أن يلف العجل كله بالعجين ويشويه بالتنور وهو من أحسن أنواع الأكل لا يعدله شيء من الأطعمة عند من يحسن عمله، وفي تقديم العجل كله إشارة إلى استحباب تقديم الأكل إلى الضيفان بزيادة عن كفايتهم، ومنه عليه السلام أخذت عادة تقديم الذبيحة كلها إلى الضيوف والإسراع بتقديم القري لاحتمال أنهم جياع، وذلك من آداب الضيافة لما فيها من الاعتناء بالضيف، وهذا من مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، ومن دلائل الإيمان.
مطلب إقراء الضيف ومعنى الضحك وحقيقته :
روى البخاري ومسلم عن ابن شريح قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه.
ورويا عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه.
وفي خبر آخر قال صلى اللّه عليه وسلم : من ذبح لضيفه كانت فداءه من النار.


الصفحة التالية
Icon