وفي قصص الرسل يرد عن حقيقة دعوتهم ; وعن المفاصلة بينهم وبين قومهم وأهلهم على أساس العقيدة:
ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه، إني لكم نذير مبين ألا تعبدوا إلا الله، إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم.
(قال: يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ؟)..
(ونادى نوح ربه فقال: رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين. قال: يا نوح) (إنه ليس من أهلك، إنه عمل غير صالح، فلا تسألن ما ليس لك به علم، إني أعظك أن تكون من الجاهلين).
وإلى عاد أخاهم هودا قال: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون..
وإلى ثمود أخاهم صالحا، قال: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب..
قال: يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة، فمن ينصرني من الله إن عصيته ؟ فما تزيدونني غير تخسير..
(وإلى مدين أخاهم شعيبا، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره...).
(قال: يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا...).
وفي التعقيب ترد هذه الآيات عن حقيقة الدعوة وعن المفاصلة بين الناس على أساسها:
(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء، ثم لا تنصرون)..
(ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله، فاعبده وتوكل عليه، وما ربك بغافل عما تعملون).
وهكذا تلتقي قطاعات السورة الثلاثة على تقرير هذه الحقيقة.
ولكي يدين الناس لله وحده بالربوبية، فإن السورة تتولى تعريفهم به سبحانه، وتقرر كذلك أنهم في قبضته في هذه الدنيا ; وأنهم راجعون إليه يوم القيامة ليجزيهم الجزاء الأخير.. وتتوافى مقاطع السورة الثلاثة في تقرير هذه الحقيقة كذلك.
في المقدمة يجيء:


الصفحة التالية
Icon