ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين. إلى فرعون وملئه، فاتبعوا أمر فرعون، وما أمر فرعون برشيد. يقدم قومه يوم القيامة، فأوردهم النار، وبئس الورد المورود. واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود !...
... الخ... الخ..
ويحتوي السياق ذلك القصص الطويل الذي يصدق ذلك الترغيب والترهيب في حركة العقيدة على مدار التاريخ ; من مصارع المكذبين ونجاة المؤمنين - على النحو الذي سبق في بعض المقتطفات - ويبرز مشهد الطوفان بصفة خاصة ; ويبلغ نبض السورة أعلى مستواه في ثنايا هذا المشهد الكوني الفريد:
وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، فلا تبتئس بما كانوا يفعلون. واصنع الفلك بأعيننا ووحينا، ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون. ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال: إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون. فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه، ويحل عليه عذاب مقيم. حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا: احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك - إلا من سبق عليه القول - ومن آمن، وما آمن معه إلا قليل. وقال: اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم. وهي تجري بهم في موج كالجبال، ونادى نوح ابنه - وكان في معزل - يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين. قال: سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ! قال: لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، وحال بينهما الموج فكان من المغرقين. وقيل: يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء، وقضي الأمر واستوت على الجودي، وقيل: بعدا للقوم الظالمين... الخ... الخ... الخ...