* ثم ذكرت قصة (هود) عليه السلام الذي سميت السورة الكريمة باسمه، تخليدا لجهوده الكريمة في الدعوة إلى الله، فقد أرسل الله تعالى إلى قوم (عاد) العتاة المتجبرين، الذين اغتروا بقوة أجسامهم وقالوا : من أشد منا قوة ؟ فأهلكهم اللْه بالريح الصرصر العاتية، وقد أسهبت الآيات في الحديث عنهم، بقصد العظة والعبرة للمتكبرين المتجبرين " وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله، واتبعوا أمر كل جبار عنيد " إلى قوله.. ألآ إن عادا كفروا ربهم، ألا بعدا لعاد قوم هود ". " ثم تلتها قصة نبي الله " صالح " ثم قصة " شعيب " ثم قصة " موسى وهارون "، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ثم جاء التعقيب المباشر بما في هذه القصص من العبر والعظات، في إهلاك الله تعالى للظالمين " ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد. " إلى قوله تعالى :" وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد "
* وختمت السورة الكريمة ببيان الحكمة من ذكر قصص المرسلين، وذلك للاعتبار بما حدث للمكذبين في العصور السالفة، ولتثبيت قلب النبي ( ﷺ ) أمام تلك الشدائد والأهوال " وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك، وجاءك في هذه الحق وموعظةِ وذكرى للمؤمنين.. " إلى قوله : فأعبده وتوكل عليه، وما ربك بغافل عما تعملون، وهكذا تختم السورة بالتوحيد كما بدأت به، ليتناسق البدء مع الختام ! !. أ هـ ﴿صفوة التفاسير حـ ٢ صـ ٥ ـ ٦﴾


الصفحة التالية
Icon