وقال الإمام أبو جعفر النحاس :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سورة هود وهي مكية ١ - من ذلك قوله جل وعز الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت (آية ١)
المعنى هو كتاب أحكمت آياته قال الحسن أحكمت بالأمر والنهي ثم فصلت بالثواب والعقاب وقال قتادة أحكمها والله من الباطل ثم فصلها بعلمه وبين حلالها وحرامها والطاعة والمعصية وقال مجاهد فصلت فسرت وقيل أحكمت فلا ينسخها شئ بعدها ثم فصلت أنزلت شيئا بعد شئ
ومن أحسنها قول قتادة أي احكمها من الخلل والباطل ثم قال جل وعز من لدن حكيم خبير قال قتادة أي من عند حكيم خبير ٢ - ثم قال جل وعز ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير (آية ٢) يجوز أن يكون المعنى بأن لا تعبدوا إلا الله ويجوز أن يكون المعنى لئلا تعبدوا ويجوز أن يكون المعنى أمرتم أن لا تعبدوا إلا الله ٣ - وقوله جل وعز وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى (آية ٣) يمتعكم يعمركم وقيل لا يهلككم وأصل الإمتاع الإطالة ومنه أمتع الله بك ومتع
قال قتادة إلى أجل مسمى أي إلى الموت
٤ - وقوله جل وعز ويؤت كل ذي فضل فضله (آية ٣) أي من كان له عمل صالح أوتي ثوابه ٥ - وقوله جل وعز ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه (آية ٥) قال عبد الله بن شداد كان أحدهم يمر بالنبي ﷺ فيثني صدره ويتغشى ثوبه كراهة أن يراه النبي ﷺ وقال أبو رزين كان الرجل يضطجع على شقه ويتغشى ثوبه ليستخفي وقال مجاهد يثنون صدورهم شكا وامتراء ليستخفوا منه أي من الله إن استطاعوا وقال الحسن يعني حديث النفس فأعلم الله جل وعز أنهم حين يستغشون ثيابهم في ظلمة الليل وفي أجواف بيوتهم يعلم تلك


الصفحة التالية
Icon