الساعة ما يسرون وما يعلنون قال أبو جعفر وهذه المعاني متقاربة أي يسرون عداوة النبي ﷺ ويطوون ومن صحيح ما فيه ما حدثناه علي بن الحسين قال قال الزعفراني حدثنا حجاج قال ابن جريج أخبرني محمد بن عباد بن جعفر أنه سمع ابن عباس يقرأ ألا إنهم تثنوني صدورهم قال سألته عنه فقال كان ناس يستحيون أن يتخلوا فيفضوا
إلى السماء فنزل ذلك فيهم ويروى أن بعضهم قال أغلقت بابي وارخيت كما ستري وتغشيت هو ثوبي وثنيت صدري فمن يعلم بي فأعلم الله جل وعز أنه يعلم ما يسرون وما يعلنون ونظيره ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ومن قرأ تثنوني صدورهم وهي قراءة ابن عباس ذهب إلى
معنى التكثير كما يقال احلولى الشئ وليست تثنوني حتى يثنوها فالمعنى يؤول إلى ذاك ٦ - وقوله جل وعز وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها (آية ٦) يقال لكل ما دب من الناس وغيرهم داب ودابة على المبالغة تأنيث على الصفة والخلقة ٧ - وقوله جل وعز ويعلم مستقرها ومستودعها (آية ٦) قال عبد الله بن مسعود مستقرها في الرحم ومستودعها في الأرض التي تموت فيها وقال مقسم عن عبد الله بن عباس مستقرها حيث تأوي إليه ومستودعها حيث تموت في الأرض
وقيل مستقرها ما يستقر عليه عملها ومستودعها ما تصير إليه وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس مستقرها في الرحم
ومستودعها في الصلب ٨ - وقوله جل وعز وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام (آية ٧) فخبر جل وعز ان من قدر على هذا لا يعجزه شئ ٩ - ثم قال جل وعز وكان عرشه على الماء (آية ٧) قال سعيد بن جبير سألت ابن عباس على أي شئ كان الماء ولم يخلق سماء ولا أرضا فقال على متن الريح ١٠ - ثم قال جل وعز ليبلوكم ايكم أحسن عملا (ى ية ٧) أي ليختبركم فيظهر منكم ما يجازيكم عليه لأنه إنما يجازي على الفعل وإن كان قد علمه قبل


الصفحة التالية
Icon