يقال بدا يبدو إذا ظهر ويحتمل أن يكون معناه اتبعوك في ظاهر الرأي ولم يفكروا في باطنه وعاقبته فيكون على هذا القول بمعنى المهموز ٢٧ - وقوله جل وعز قال يا قوم ارأيتم إن كنت على بينة من ربي (آية ٢٨) أي على يقين وبيان وهذا جواب لهم لأنهم عابوا من اتبعه فقال أرأيتم إن كنت على بينة من ربي أي فإذا كنت على بينة من ربي فمن اتبعني فهو بصير ومغفور له ٢٨ - ثم قال جل وعز وآتاني رحمة من عنده (آية ٢٨)
قال الفراء يعني الرسالة لأنها نعمة ورحمة ٢٩ - ثم قال جل وعز فعميت عليكم (آية ٢٨) أي لم تفهموها يقال عميت عن كذا وعمي علي كذا أي لم أفهمه والمعنى فعميت الرحمة ويقرأ فعميت فقيل هو مثل دخل الخف في رجلي مجاز إلا أن الرحمة هي التي تعمى وصاحبها يعمى وقال ابن جريج وآتاني رحمة من عنده الإسلام والهدى والحكم والنبوة ٣٠ - ثم قال جل وعز أنلزمكموها وأنتم لها كارهون (آية ٢٨) أي أنوجبها إن عليكم وأنتم كارهون لفهمها
٣١ - ثم قال الله جل وعز وما أنا بطارد الذين آمنوا (آية ٢٩)
فدل بهذا على أنهم سألوه أن يطردهم ٣٢ - ثم قال جل وعز إنهم ملاقوا ربهم (آية ٢٩) أي فيجازي من طردهم على ما فعل قال الفراء معنى من ينصرني من يمنعني ٣٣ - ثم قال جل وعز ولا أقول للذين تزدري أعينكم (آية ٣١) معنى تزدري تستقل وتستخس يقال زريت على الرجل إذا عبته واستخسست إلا فعله وأزريت به إذا قصرت به والمعنى إنكم قلتم إن هؤلاء اتبعوني في ظاهر الرأي وإنما أدعو إلى توحيد الله جل وعز فمن اتبعني قبلته وليس علي ما غاب