قال عبد الله بن عباس ما بغت امرأة نبي قط وكان ابنه وقال سعيد بن جبير هو ابنه لأن الله عز وجل خبرنا بذلك وقال عكرمة إن شئتم حلفت لكم أنه ابنه وقال الضحاك هو ابنه قال الله جل وعز ونادى نوح ابنه وقال مجاهد ليس هو ابنه ويبين ذلك قول الله تبارك وتعالى فلا تسألني ما ليس لك به علم قال الحسن لم يكن ابنه وإنما ولد على فراشه فنسب إليه والقول الأول ابين وأصح لجلالة من قاله وأن قوله إنه ليس من أهلك ليس مما ينفي عنه انه ابنه وقد قال الضحاك معناه ليس من أهل دينك ولا من أهل ولايتك
وقال سفيان معناه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم قال أبو جعفر وهذان القولان حسنان في اللغة والأول أولى وروى أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قرأ ونادى نوح ابنه وكان في معزل يريد ابنها ثم حذف الألف ومثل هذا لا يجوز عند أهل العربية علمته ويجوز أن يكون معنى وكان في معزل أي في معزل عن دين أبيه ويكون في معزل عن السفينة وهذا أشبه ومعنى يعصمني يمنعني
٤٧ - وقوله جل وعز قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم (آية ٤٣) فيه قولان أحدهما أنه استثناء ليس من الأول والآخر أنه على النسبة فيكون المعنى لا معصوم كما قال من ماء دافق أي مدفوق وذكر محمد بن جرير قولا ثالثا وزعم أنه أولى ما قيل فيه فقال لا مانع اليوم من أمر الله الذي قد نزل بالخلق من الغرق والهلاك إلا من رحم أي إلا الله كما تقول لا منجي اليوم إلا الله فمن في موضع رفع ولا تجعل عاصم بمعنى معصوم ولا إلا بمعنى لكن ٤٨ - ثم قال جل وعز وحال بينهما الموج فكان من المغرقين (آية ٤٣)
قال الفراء أي حال بين ابن نوح وبين الجبل الماء فكان من المغرقين ٤٩ وقوله جل وعز وقيل يا ارض ابلعي ماءك (آية ٤٤) قال قتادة أي ابلعي كل ماء عليك ويا سماء أقلعي أي لا تمطري وهو ثم قال جل وعز وغيض الماء (آية ٤٤) قال مجاهد أي نقص