(آية ٥٤) قال مجاهد اصابتك بسوء أي بجنون بسبك إياها ويقال عراه واعتراه واعتره إذا ألم به ومنه وأطعموا القانع والمعتر وقال الشاعر
أتيتك عاريا خلقا ثيابي على خوف تظن بي الظنون المعنى ما نقول إلا اصابك بعض آلهتنا بجنون لسبك إياها ٥٧ - وقوله عز وجل قال إني أشهد الله واشهدوا أني برئ مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون (آية ٥٥) وهذا من علامات النبوة أن يكون الرسول وحده يقول لقومه فكيدوني جميعا وكذلك قال النبي ﷺ لقريش وقال نوح ﷺ فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ٥٨ - ثم قال جل وعز إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها (آية ٥٦) أي هي في قبضته وتنالها قدرته
٥٩ - ثم قال جل وعز إن ربي على صراط مستقيم (آية ٥٦) قال مجاهد أي على الحق أي يجزي المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته لا يظلم أحدا ولا يقبل إلا الإيمان به قال أبو جعفر والصراط في اللغة المنهاج الواضح
والمعنى إن الله جل ثناؤه وإن كان يقدر على كل شئ فإنه لا يأخذهم إلا بالحق ٦٠ - وقوله جل وعز ولا تضرونه شيئا (آية ٥٧) أي لا تقدرون له على ضرره إذا أراد إهلاككم وقيل لا يضره هلاككم إذا أهلككم أي لا تنقصونه شيئا لأنه سواء عنده أكنتم أم لم تكونوا ٦١ - ثم قال جل وعز إن ربي على كل شئ حفيظ (آية ٥٧) أي يحفظني من أن ينالني بسوء ٦٢ - وقوله جل وعز واتبعوا أمر كل جبار عنيد (آية ٥٩)
العنيد والعنود والعاند المدافع بغير حق ٦٣ - ثم قال جل وعز وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة (آية ٦٠) أي والحقوا ومعنى فما تزيدونني غير تخسير غير تخسير لكم إذا ازددتم كفرا ٦٤ - وقوله جل وعز ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية (آية ٦٤) يروى أنها خرجت من صخرة ٦٥ - وقوله جل وعز فيأخذكم عذاب قريب (آية ٦٤) أي قريب ممن مسها ٦٦ - وقوله جل وعز فاصبحوا في ديارهم جاثمين (آية ٦٧)
قال قتادة أي ميتين


الصفحة التالية
Icon