١٠٣ - وقوله جل وعز ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد (آية ١٠٠) قال قتادة القائم ما كان خاويا على عروشه والحصيد ما لا اثر له ١٠٤ - وقوله جل وعز وما زادوهم غير تتبيب (آية ١٠١) قال مجاهد وقتادة غير تخسير قال أبو جعفر وكذلك هو عند أهل اللغة ومنه تبت يدا أبي لهب ١٠٥ - وقوله جل وعز يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذن (آية ١٠٥) وقد قال في موضع آخر واقبل بعضهم على بعض يتساءلون
ففي هذا جوابان أحدهما أنه مثل قوله هذا يوم لا ينطقون
والمعنى لا ينطقون بحجة لهم كما يقال لمن تكلم كثيرا بغير حجة بينة لم يأت بشئ ولم يتكلم بشئ والجواب الآخر أن ذلك اليوم فيه أهوال وشدائد فمرة يمنعون من الكلام ومرة يؤذن لهم فعلى هذا لا تكلم نفس إلا بإذنه ١٠٦ - وقوله جل وعز فمنهم شقي وسعيد (آية ١٠٥) روى عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر عن عمر قال لما نزلت فمنهم شقي وسعيد قلت يا رسول الله فعلام نعمل أعلى شئ قد فرغ منه أم على شئ لم يفرغ منه قال بلى على شئ قد فرغ منه يا عمر وجرت به الأقلام ولكن كل ميسر لما خلق له
١٠٧ - وقوله جل وعز فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك (آية ١٠٧) في هذا أجوبة منها أن العرب خوطبت على ما تعرف وتستعمل وهم يقولون لا أكلمك ما اختلف الليل والنهار وما دامت السماوات والأرض يريدون بذلك الأبد ويكون معنى إلا ما شاء ربك سوى ما شاء ربك من زيادة أهل النار في العذاب وأهل الجنة في النعيم وقد صح أنهم يزادون روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال قال الله جل وعز أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بله ما أطلعتم ثم قرأ أبو هريرة فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين


الصفحة التالية
Icon