فَتَثْنَوْنِي : تفْعَوْعِلُ، وهو فعل للصدور، معناه : المبالغة في تثنّي الصدور، كما تقول العرب : احلولى الشيء، يحلَولي : إِذا بالغوا في وصفه بالحلاوة، قال عنترة :
ألا قَاتَلَ اللهُ الطُّلُولَ البَوَالِيَا...
وقَاتَلَ ذِكْرَاكَ السنينَ الخَوَالِيَا
وقَوْلَكَ لِلشَّيْءِ الَّذِي لاَ تَنَالُهُ...
إِذا ما هُوَ احْلَوْلَى ألا لَيْتَ ذا ليا
فعلى هذا القول، هو في حق المؤمنين، وعلى بقية الأقوال، هو في حق المنافقين.
وقد خُرِّج من هذه الأقوال في معنى ﴿ يثنون صدورهم ﴾ قولان :
أحدهما : أنه حقيقة في الصدور.
والثاني : أنه كتمان ما فيها.
قوله تعالى :﴿ ليستخفوا منه ﴾ في هاء "منه" قولان :
أحدهما : أنها ترجع إِلى الله تعالى.
والثاني : إِلى رسوله صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى :﴿ ألا حين يستغشون ثيابهم ﴾ قال أبو عبيدة : العرب تدخل "ألا" توكيداً وإِيجاباً وتنبيهاً.
قال ابن قتيبة :"يستغشون ثيابهم" أي : يتغشَّونها ويستترون بها.
قال قتادة : أخفى ما يكون ابن آدم، إِذا حنى ظهره، واستغشى ثيابه، وأضمر همَّه في نفسه.
قال ابن الأنباري : أعلم الله أنه يعلم سرائرهم كما يعلم مظهراتهم.
قوله تعالى :﴿ إِنه عليم بذات الصدور ﴾ وقد شرحناه في [ آل عمران : ١١٩ ]. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon