وقال صاحب روح البيان :
﴿وَمَا﴾ نافية من صلة دابة عام لكل حيوان يحتاج إلى الرزق صغيراً كان أو كبيراً ذكراً أو أنثى سليماً أو معيباً طائراً أو غيره لأن الطير يدب أي : يتحرك على رجليه في بعض حالاته في الأرض متعلق بمحذوف هو صفة لدابة أي : ما فرد من أفراد الدواب يستقر في قطر من أقطار الأرض إلا على الله رزقها غذاؤها ومعاشها اللائق لتكفله إياه تفضلاً ورحمة.
قال في التبيان : هو إيجاب كرم لا وجوب حق، انتهى.
لأنه لا حق للمخلوق على الخالق ولذا قال : في الجامع الصغير يكره أن يقول الرجل في دعائه بحق نبيك أو بيتك أو عرشك أو نحوه إلا أن يحمل على معنى الحرمة كما في شرح الطريقة.
وقال : في بحر العلوم إنما قال : على الله بلفظ الوجوب
دلالة على أن التفضل رجع واجباً كنذور العباد.
وقال غيره : أتى بلفظ الوجوب مع أن الله تعالى لا يجب عليه شيء عند أهل السنة والجماعة اعتباراً لسبق الوعد وتحقيقاً لوصوله إليها ألبتة وحملاً للمكلفين على الثقة به تعالى في شأن الرزق، والإعراض عن إتعاب النفس في طلبه ففي كلمة على هنا استعارة تبعية شبه إيصال الله رزق كل حيوان إليه تفضلاً وإحساناً على ما وعده بإيصال من يوصله، وجوباً في انتفاء التخلف فاستعملت كلمة على ويعلم مستقرها ومستودعها يحتمل وجوهاً.
الأول : ما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن مستقرها المكان الذي تأوي إليه ليلاً، أو نهاراً، أو تستقر فيه وتستكن ومستودعها الموضع الذي تدفن فيه إذا ماتت بلا اختيار منها كالشيء المستودع قال عبد الله : إذا كان مدفن الرجل بأرض أدته الحاجة إليها حتى إذا كان عند انقضاء أمره قبض فتقول الأرض يوم القيامة هذا ما استودعتني.


الصفحة التالية
Icon