عن أبي رزين العقيلي قال : قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال " كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء وخلق عرشه على الماء " أخرجه الترمذي، وقال قال أحمد : يريد بالعماء أنه ليس معه شيء قال أبو بكر البيهقي : في كتاب الأسماء والصفات له قوله ( ﷺ ) " كان الله ولم يكن شيء قبله "، يعني لا الماء ولا العرش ولا غيرهما وقوله ﴿ وكان عرشه على الماء ﴾ يعني وخلق الماء وخلق العرش على الماء ثم كتب في الذكر كل شيء، وقوله في عماء وجدته في كتاب عمار مقيداً بالمد فإن كان في الأصل ممدوداً فمعناه سحاب رقيق ويريد بقوله في عماء أي فوق سحاب مدبراً له وعالياً عليه كما قال سبحانه وتعالى ﴿ أأمنتم من في السماء ﴾ يعني من فوق السماء وقال تعالى :﴿ لأصلبنكم في جذوع النخل ﴾ يعني على جذوعها وقوله ﴿ ما فوقه هواء ﴾ أي ما فوق السحاب هواء وكذلك قوله ﴿ وما تحته هواء ﴾ أي ما تحت السحاب هواء وقد قيل إن ذلك العمى مقصور والعمى إذا كان مقصوراً فمعناه لا شيء ثابت لأنه مما عمى عن الخلق لكونه غير شيء فكأنه قال في جوابه كان قبل أن يخلق خلقه ولم يكن شيء غيره ثم قال ما فوقه هواء وما تحته هواء أي ليس فوق العمى الذي هو لا شيء موجود هواء ولا تحته هواء لأن ذلك إن كان غير شيء فليس يثبت له هواء بوجه والله أعلم وقال الهروي صاحب الغريبين : قال بعض أهل العلم معناه أين كان عرش ربنا فحذف المضاف اختصاراً كقوله واسأل القرية ويدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى :﴿ وكان عرشه على الماء ﴾ هذا آخر كلام البيهقي، وقال ابن الأثير : العماء في اللغة السحاب الرقيق وقيل : الكثيف وقيل : هو الضباب ولا بد في الحديث من حذف مضاف، تقديره أين كان عرش ربنا فحذف ويدل على هذا المحذوف قوله تعالى :﴿ وكان عرشه على الماء ﴾ وحكي عن بعضهم في العمى المقصور أنه قال هو كل أمر لا يدركه الفطن، وقال الأزهري : قال أبو عبيد إنما


الصفحة التالية
Icon