وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ أم يقولون افتراه ﴾
"أم" بمعنى "بل"، و"افتراه" أتى به من قِبَل نفسه.
﴿ قل فأتوا ﴾ أنتم في معارضتي ﴿ بعشر سُوَر مثله ﴾ في البلاغة ﴿ مفتريات ﴾ بزعمكم ودعواكم ﴿ وادعوا من استطعتم من دون الله ﴾ إِلى المعاونة على المعارضة ﴿ إِن كنتم صادقين ﴾ في قولكم :"افتراه".
﴿ فإن لم يستجيبوا لكم ﴾ أي : يجيبوكم إِلى المعارضة.
فقد قامت الحجة عليهم لكم.
فإن قيل : كيف وحَّد القول في قوله :"قل فأتوا" ثم جمع في قوله "فإن لم يستجيبوا لكم"؟ فعنه جوابان.
أحدهما : أن الخطاب للنبي ﷺ وحده في الموضعين، فيكون الخطاب له بقوله "لكم" تعظيماً، لأن خطاب الواحد بلفظ الجميع تعظيم، هذا قول المفسرين.
والثاني : أنه وحَّد في الأول لخطاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وجمع في الثاني لمخاطبة النبي ﷺ وأصحابه، قاله ابن الأنباري.
قوله تعالى :﴿ فاعلموا أنما أُنزل بعلم الله ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أنزله وهو عالم بانزاله، وعالم بأنه حق من عنده.
والثاني : أنزله بما أخبر فيه من الغيب، ودلَّ على ما سيكون وما سلف، ذكرهما الزجاج.
قوله تعالى :﴿ وأن لا إِله إِلا هو ﴾ أي : واعلموا ذلك.
﴿ فهل أنتم مسلمون ﴾ استفهام بمعنى الأمر.
وفيمن خوطب به قولان :
أحدهما : أهل مكة، ومعنى إِسلامهم : إِخلاصهم لله العبادة، قاله أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني : أنهم أصحاب رسول الله ﷺ، قاله مجاهد. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٤ صـ ﴾