وذكر أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود أنهم لم يستطيعوا أن يحملوا معهم الأسد، حتى ألقيت عليه الحمى.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث، حدثني الليث، حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم. عن أبيه أن رسول الله ﷺ قال :"لما حمل نوح في السفينة من كل زوجين اثنين، قال أصحابه : وكيف يطمئن أو : تطمئن - المواشي ومعها الأسد ؟ فسلط الله عليه الحمى، فكانت أول حُمَّى نزلت الأرض، ثم شكوا الفأرة فقالوا : الفُوَيسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعنا. فأوحى الله إلى الأسد، فعطس، فخرجت الهرة منه، فتخبأت الفأرة منها (١).
وقوله :﴿ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ﴾ أي :"واحمل فيها أهلك، وهم أهل بيته وقرابته" إلا من سبق عليه القول
(١) وهذا مرسل، وقد ورد في سفينة نوح غير ما ذكره الحافظ وأكثرها من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. قال ابن حبان :"كان ممن يقلب الأخبار حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف، فاستحق الترك". ومما رواه في شأن سفينة نوح ما أورده ابن حجر في التهذيب (٦/١٧٩) عن الساجي قال : حدثنا الربيع، حدثنا الشافعي قال : قيل لعبد الرحمن بن زيد : حدثك أبوك عن جدك أن رسول الله ﷺ قال :" إن سفينة نوح طافت بالبيت وصلت خلف المقام ركعتين ؟!" قال : نعم. وقد ذكر رجل لمالك حديثا منقطعا، فقال : اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه عن نوح!!. وانظر كتاب : الإسرائيليات في كتب التفسير لمحمد أبو شهبة (ص٢١٨).