﴿ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ﴾ أي قل يا محمد : فقد أبلغتكم ﴿ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ ﴾ يوحّدونه ويعبدونه ﴿ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئاً ﴾ بتولّيكم وإعراضكم وإنما تضرون أنفسكم، وقيل : معناها لا تقدرون له على خير إن أراد أن يضلكم، وقرأ عبدالله : ولا يضره هلاككم إذا أهلككم ولا تنقصونه شيئاً، لأنه سواء عنده كنتم أو لم تكونوا.
﴿ إِنَّ رَبِّي على كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ أي لكل شيء حافظ، على بمعنى اللام، فهو يحفظني من أن تنالوني بسوء.
﴿ وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا ﴾ عذابنا ﴿ نَجَّيْنَا هُوداً والذين آمَنُواْ مَعَهُ ﴾ وكانوا أربعة آلاف ﴿ بِرَحْمَةٍ ﴾ بنعمة ﴿ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾ وقيل : الريح، قيل : أراد بالعذاب الغليظ عذاب القيامة أي كما نجّيناهم في الدنيا من العذاب كذلك نجّيناهم في الآخرة من العذاب.
﴿ وَتِلْكَ عَادٌ ﴾ رده إلى القبيلة ﴿ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ ﴾ يعني هوداً وحده لأنه لم يُرسل إليهم من الرسل سوى هود، ونظيره قوله تعالى ﴿ يا أيها الرسل كُلُواْ مِنَ الطيبات ﴾ [ المؤمنون : ٥١ ] يعني النبي ﷺ وإنه لم يكن في عصره رسول سواه، وإنما جمع هاهنا لأن من كذّب رسولا واحداً فقد كذّب جميع الرسل.
﴿ واتبعوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ متكبّر لا يقبل الحق ولا يذعن له، قال أبو عبيد : العنيد والعنود والعاند والمعاند : المعارض لك بالخلاف، ومنه قيل للعرق الذي يفجر دماً فلا يرقى : عاند قال الراجز :


الصفحة التالية
Icon