﴿ عمِل غير صالح ﴾ علي قال الشيخ أبو منصور رحمه الله : كان عند نوح عليه السلام أن ابنه كان على دينه لأنه كان ينافق وإلا لا يحتمل أن يقول ﴿ ابني من أهلي ﴾ ويسأله نجاته، وقد سبق منه النهي عن سؤال مثله بقوله ﴿ ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ﴾ فكان يسأله على الظاهر الذي عنده كما كان أهل النفاق يظهرون الموافقة لنبينا عليه السلام ويضمرون الخلاف له ولم يعلم بذلك حتى أطلعه الله عليه، وقوله ﴿ ليس من أهلك ﴾ أي من الذين وعدت النجاة لهم وهم المؤمنون حقيقة في السر والظاهر ﴿ فَلاَ تَسْأَلْنى ﴾ اجتزاء بالكسر عن الياء : كوفي ﴿ تسألْني ﴾ بصري ﴿ تسألّني ﴾ مدني ﴿ تسألَن ﴾ ِّ شامي فحذف الياء واجتزأ بالكسرة والنون نون التأكيد ﴿ تسألن ﴾ َّ مكي ﴿ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ بجواز مسألته ﴿ إِنّى أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجاهلين ﴾ هو كما نهى رسولنا بقوله ﴿ فلا تكونن من الجاهلين ﴾ ﴿ [ الأنعام : ٣٥ ] قَالَ رَبّ إِنّى أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِى بِهِ عِلْمٌ ﴾ أي من أن أطلب منك من المستقبل ما لا علم لي بصحته تأدباً بأدبك واتعاظاً بموعظتك ﴿ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِى ﴾ ما فرط مني ﴿ وَتَرْحَمْنِى ﴾ بالعصمة عن العود إلى مثله ﴿ أَكُن مّنَ الخاسرين قِيلَ يا نوح اهبط بسلام مّنَّا ﴾ بتحية منا أو بسلامة من الغرق ﴿ وبركات عَلَيْكَ ﴾ هي الخيرات النامية وهي في حقه بكثرة ذريته وأتباعه، فقد جعل أكثر الأنبياء من ذريته وأئمة الدين في القرون الباقية من نسله ﴿ وعلى أُمَمٍ مّمَّن مَّعَكَ ﴾ "من" للبيان، فتراد الأمم الذين كانوا معه في السفينة لأنهم كانوا جماعات أو قيل لهم أمم لأن الأمم تتشعب منهم، أو لابتداء الغاية أي على أمم ناشئة ممن معك وهي الأمم إلى آخر الدهر وهو الوجه ﴿ وَأُمَمٌ ﴾ رفع بالابتداء ﴿ سَنُمَتّعُهُمْ ﴾ في الدنيا بالسعة في الرزق والخفض في العيش صفة والخبر محذوف تقديره، وممن معك