وقال النسفى :
﴿ وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا ﴾
جبريل وميكائيل وإسرافيل أو جبريل مع أحد عشر ملكاً ﴿ إبراهيم بالبشرى ﴾ هي البشارة بالولد أو بهلاك قوم لوط والأول أظهر ﴿ قَالُواْ سَلاَماً ﴾ سلمنا عليك سلاماً ﴿ قَالَ سلام ﴾ أمركم سلام ﴿ سِلم ﴾ حمزة وعلي بمعنى السلام ﴿ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ ﴾ فما لبث في المجيء به بل عجل فيه، أو فما لبث مجيئه، والعجل ولد البقرة : وكان مال إبراهيم البقر ﴿ حَنِيئذٍ ﴾ مشوي بالحجارة المحماة ﴿ فَلَمَّا رَءا أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ ﴾ نكر وأنكر بمعنى وكانت عادتهم أنه إذا مس من يطرقهم طعامهم أمنوه وإلا خافوه.
والظاهرة أنه أحس بأنهم ملائكة ونكرهم لأنه تخوف أن يكون نزولهم لأمر أنكره الله عليه أو لتعذيب قومه دليله قوله ﴿ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ﴾ أي أضمر منم خوفاً ﴿ قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إلى قَوْمِ لُوطٍ ﴾ بالعذاب، وإنما يقال هذا لمن عرفهم ولم يعرف فيم أرسلوا، وإنما قالوا ﴿ لا تخف ﴾ لأنهم رأوا أثر الخوف والتغير في وجهه ﴿ وامرأته قَائِمَةٌ ﴾ وراء الستر تسمع تحاورهم أو على رؤوسهم تخدمهم ﴿ فَضَحِكَتْ ﴾ سروراً بزوال الخيفة أو بهلاك أهل الخبائث، أو من غفلة قوم لوط مع قرب العذاب، أو فحاضت ﴿ فبشرناها بإسحاق ﴾ وخصت بالبشارة لأن النساء أعظم سروراً بالولد من الرجال، ولأنه لم يكن لها ولد وكان لإبراهيم ولد وهو إسماعيل ﴿ وَمِن وَرَاء إسحاق ﴾ ومن بعده ﴿ يَعْقُوبَ ﴾ بالنصب : شامي وحمزة وحفص، بفعل مضمر دل عليه فبشرناها أي فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها يعقوب من وراء إسحاق.
وبالرفع : غيرهم على الابتداء والظرف قبله خبر كما تقول "في الدار زيد".


الصفحة التالية
Icon